الأربعاء، 13 يوليو 2011

فلترقدِ فى سلام..سلمتى


سارة..لدى موعد سأعود بعد ساعتين لا تقلقى...

حسنا.. لا تتأخرى ...انتظرك...

حسنا..سلام...سلام

مرت ثلاث ساعات ولم تعد الى المنزل

خفت عليها كثيرا

-اختى الصغيرة التى لا زالت فى العشرين من عمرها

وانا التى اكبرها بسنتين-

بدأت تمطر واصبح الظلام حالك

زاد قلقى وخوفى عليها..

حاولت الاتصال بها ولكن هاتفها مغلق..

قطعت كل السبل لمحاولة الوصول اليها

نظرت فى الساعة واذا بها الحادية عشر

لم اتمالك نفسى وارتديت معطفى ونزلت للبحث عنها

وعندما عبرت الطريق المكتظ بالسيارات

وجدتها...كانت تجلس على هذا الرصيف

وتنكمش فى معطفها وتضع يدها على رأسها

وتنظر الى الارض..وتبكى بانهيار

صدمنى المشهد وعجزت عن الكلام

جذبتها من يدها واخذتها الى البيت

وظللنا طوال الطريق صامتتين

وعندما دخلنا المنزل

وضعت يداى على كتفيها ونظرت اليها

مستفهمة عما بها..لم تجبنى سوى بابتسامة

صغيرة ابتلعتها الدموع

حسنا..بدلى ملابسك وسأعد لكِ كوبا من القهوة

عدت..ووجدتها تنتظرنى فى غرفتى

نظرت الى عيناى وقالت بصوت يرتعش

ممكن تحضنيني حضن ابدى...

لم اجبها واخذتها فى حضنى

وشعرت وكأنها تخبرنى الكثير وانى استمع

ولم اشعر إلا بثقل جسدها

وبدأت افقد توازنى ووقعنا

وعاد الى توازنى وافقت

ولكنها.....لم..تفق

نامت.....إلى الابد

صرخت بها .. سلمــــــــــــــــــــى أفيقى

ماذا بك... ارجوكى لا تتركيــــــــــــــنى

ارجوكــــــــــــى

:(((((((((((((((((((((((

صرت كالمجنونة بعد ان تأكدت من انقطاع انفاسها

وأخذت اهرول واجرى هنا وهنااااااااااك

واضرب بيدى فى كل مكان

وعدت انظر اليها من جديد

وكأنى اراها لاول مرة..ذلك الوجه الابيض البرئ

ذو القلب النقى

ووجدت مظروفا على سريرى..

فتحته وانا متشبثة بها

وكانت رسالتها الاولى والاخيرة لى:

اختى الغالية سارة

اعلم انه ربما بقى لى ساعات او ربما دقائق

لقد عدت لتوى من مركز الاشعة

التى جاءت نتائجه بان مرضى - ذلك الورم الخبيث -

اصبح معقدا ولا فائدة من محاولات العلاج

اصابتنى الدهشة العارمة فانا لم اعلم باصابتها الا الان !!!!!

واكملت...

اعتذر لكِ من تصرفاتى التى اعتقدتى انها غريبة

فى الاونة الاخيرة

فقد كنت احاول ان اخفى عنك اثار العلاج الكيميائى

الذى اتلقاه..ولذلك كنت احاول الا ابقى فى البيت فترة طويلة

اعذرينى أختاه..لم اشأ ان اسبب لكِ ألما

كنت امسك الورقة ويداى ترتعشان ودموعى تنهمر وانا انظر

الى وجهها وكلماتها

واكملت...

عندما عدت من مركز الاشعة وجلست تحت المطرة

كنت اناجى ربى واتمنى ان يسامحنى على كل ما اقترفته

فى حياتى من الذنوب الكثــــيرة..

وعندما جئتينى شعرت وكأنى افتقدك كثيرا

وتمنيت ان تحضنينى قبل ان اتركك........

اختى الحبيبة لقد احببتك كثيرا..سامحينى...

...................

ايعنى هذا انكِ لن ترقصين معى مجددا!!

ولن تطرقى باب غرفتى فى عز الليل

وتقولين لى سارة ممكن انام جنبك؟؟

ايعنى هذا انكِ لن تحضرى لى الشوكولا

وتضعيها على مكتبى كل صباح

وتتظاهرى بأنك نسيتيها

ايعنى هذا أنكِ لن تتفننى فى اسعادى

عندما اصاب بالكآبة

ايعنى هذا انك لن تبتسمى من جديد

:(
فلترقدِ فى سلام...سلمتى


هناك 12 تعليقًا:

~ISLAM~ يقول...

انا مش عارف اكتب حاجه بصراحه
منتهى الحزن والزعل والدموع
يمكن اكون اتأثرت بيها اوى
بس اكيد مش هيبقى اكتر منك

sara draz يقول...

islam
ميرسى على الكومنت وعلى المرور
:)
فى الواقع..هي خيالية
مش حقيقية
اسفة على الحزن اللى سببته لحضرتك
ودمت بخير

موناليزا يقول...

أبدعتى فى الوصف والسرد
فجسدتى الألم ولوعة الفراق

أحييكِ

Unknown يقول...

رااااااااائعه بجد ملهاش وصف عشت في المشهد فوق متتخيلي

سلمت يمناكي

sara draz يقول...

موناليزا
:) ميرسى يا قمر على الكلام الحلو ده
ربنا يكرمك
ودمتِ بخير

sara draz يقول...

رباب طلعت
^_^..ميرسى على رفع المعنويات يا جميل
واسعدنى المرور
ودمتِ بخير

Ghada , Rofayda يقول...

كلنا فقد سلمى ويفقد سلمى
وكل يوم تفقد سلمى...ويزرف محبيها العبراااات.....
ولكن..
لو دااامت لغيرك...
لما وصلت اليك....
دمتى حساسة ومبدعه

sara draz يقول...

روفيدة
لو دااامت لغيرك...
لما وصلت اليك....
......
أحييكى على تعليقاتك
اللى كتير بتهون عليا
:)

Unknown يقول...

رائعة
:)

sara draz يقول...

مهاجرة إلى ربى
أكرمكِ الله
^_^

Asmah Ghazal يقول...

انا بجد اتأثرت بيها جدااااااااااااا ربنا يوفقك يارب

sara draz يقول...

بنت من مصر
اسعدنى مرورك يا جميل
^_^
يارب
ودمتِ بخير