نحن لا نختار أبدًا الانشغال بـ " السياسة " ولكنها هى التى
تختارنا ..
تتدخل فى تفاصيل حياتنا وكأنها الشئ الأهم , ومن منا يرغب فى ازعاجها ؟!
ربما لم تتسنَّ لنا الفرصة للاختيار , تجبرنا على الانصات لها والانتظار ..
..
مائدة الطعام , حولها نحن , ينقصها كرسيٌّ وطبقٌ .. أخذته " السياسة
" الى المعتقل
ليست السياسة همى .. ولكنه أخى !
تتسلل إلى قدماى فى كل ليلةٍ لسعات البرد ..
أخذوا منى موطنى .. فكيف الدفء ؟
ليست السياسة همى .. ولكنه موطنى !
فى منتصف الليل , دقُّوا علينا الأبواب
عرفنا أنه الموعد , أعطيته حقيبته المُعَّدة مُسبقًا واحتضنته بقوة ..
أخذوه ورحلوا
ليست السياسة همى .. ولكنه زوجى !
..
نتشاجر انا وأمى فى كل يوم , تمنعنى من النزول للتظاهر ,
تعارض كتاباتى
الساخرة والناقدة من السلطات ,
تخاف على ابنتها من الاعتقال او السحل والتعذيب
كم أتمنى يا أمى ان أنعم بليالٍ هادئة ,
لا أفكر فيها سوى فى حياتى الصغيرة
ولكنها " السياسة " تأبى أن تتركنى لحالى وشأنى
وتقحمنى فى أغوارها !